الحرب العالمية الثالثة لن تندلع في أوكرانيا
تصاعد هاشتاق «الحرب العالمية الثالثة» مع أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن أوكرانيا لن تكون فتيل الحرب العالمية الثالثة، بل تايوان.
جذب الغزو الروسي لأوكرانيا خلال الأيام الماضية أنظار العالم لها، وطغى حديث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة بعدما دخلت القوات الروسية أراضي جارتها. وتصدَّر هاشتاق «الحرب العالمية الثالثة» التريند كذلك في فترات متفاوتة. لكن بالتأكيد أوكرانيا لن تكون الفتيل لحرب عالمية ثالثة، حتى بعد غزو بوتين لها.
السبب الأول في ذلك أن أوكرانيا دولة ليست عضوًا بالناتو، فبموجب المواثيق الدولية الناتو ليس ملزمًا بالدفاع عنها، حتى أن الأميركيين أنفسهم قالوا ذلك «لن نرسل قوات عسكرية لأوكرانيا وفق أي سيناريو.»
لكن ماذا لو اعتدت روسيا على بولندا؟ قيام حرب عالمية ثالثة يصبح حتميًا، كون بولندا دولة عضو في الناتو، وأميركا والأوربيون ملزمون بالدفاع عنها عسكريًا وفق البند الخامس في ميثاق الناتو.
لكن خيار اعتداء روسيا على بولندا وغيرها من دول الناتو غير وارد حاليًا، والمرجح أن تقف روسيا عند غزو أوكرانيا.
في تصريح سابق للرئيس الأميركي جو بايدن عن إرسال قوات لإخلاء الأميركيين من أوكرانيا في حال حدوث الغزو، نفى إمكانية إرسالهم، وذكر أنَّ «أي اشتباك بين قواتنا وقوات روسيا يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة.»
عدم وجود احتمالية اشتباك قوى عظمى -تستطيع توسيع نطاق الحرب ليشمل مناطق عدة من العالم وهنا أقصد بالتحديد أميركا وروسيا والصين- ينفي أي إمكانية لاندلاع حرب عالمية ثالثة في أوكرانيا.
لكن في الجانب الآخر من العالم هناك منطقة سيجرُّ الصراع فيها العالمَ لحرب عالمية ثالثة. تايوان، تلك الجزيرة في شرق آسيا التى تطالب الصين بها وتعتبرها جزءًا منها. ففي ملف تايوان هناك التزام أميركي للدفاع عن الجزيرة في حال غزو الصين لها.
وأقصد بالدفاع هنا إرسال قوات عسكرية. وعلى لسان الرئيس الأميركي جو بايدن في أحد تصريحاته، فقد ذكر التزام أميركا بالدفاع العسكري عن تايوان لو غزتها الصين.
هناك من الممكن أن تشتبك قوات لدول عظمى، ويمكن أن يجر ذلك الاشتباك العالم لحرب طاحنة وعالمية. وهذا ما يجعل الصين حذرة في مسألة التدخل العسكري وغزو تايوان، رغم رغبتها وقدرتها على ذلك.
هذا ما يجعل جزيرة تايوان أكثر مكان حساس في العالم. وهي المكان الذي يمكن أن تندلع منه حرب عالمية ثالثة لو قررت الصين غزو الجزيرة يومًا ما.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.