البتكوين ليس أولوية اقتصادية
حثّ صندوق النقد الدولي السلفادور على استبعاد البتكوين كعملة رسمية بسبب المخاطر التي ستأتي بعده، أبرزها ارتفاع تكاليف الاقتراض.


لو كنتَ في سان سلفادور بعد سبتمبر الماضي وذهبت إلى ستاربكس، كنت ستشتري القهوة بالبتكوين كعملة رسمية في البلد بجانب الدولار الأميركي. فالسلفادور أول دولة في العالم تستعمل البتكوين كعملة رسمية.
لم تتوقف الحكومة هنا، بل بدأت بحملات تشجيعية لاستعمال البتكوين. كما وفَّرت تطبيق محفظة إلكترونية من أجل حفظ البتكوين وصل مستخدموها إلى أكثر من 4 مليون، أي ما يعادل 60% من السكان.
انطلق رئيس السلفادور في قراره من فكرة حفظ رسوم التحويل على المواطنين الذين يعملون خارج البلد. إذ وجد أنهم يحوّلون تقريبًا ما يعادل 6 مليار دولار من خارج البلاد، مع دفع نحو 400 مليون دولار من أجل عمولات التحويل. فلماذا لا نجعل البتكوين العملة الرسمية وبذلك نحفظ رسوم التحويل؟
لكن يبدو أنّ السيّد الرئيس استعجل. تخيّل أنّك تشجع الناس على البتكوين و70% من المواطنين لا يملكون حسابات بنكية تقليدية، فضلًا عن عدم ثقة المواطنين بعد باستقرار البتكوين. والمصيبة الكبرى أنَّ الإنترنت سيء في السلفادور مقارنة بدول أميركا الجنوبية.
النقد خصائصه أصيلة لا يمكن التهاون بها من أجل الاستقرار والثقة بين الناس في التعامل؛ فالنقد وحدة قياس ووسيلة للتبادل وحافظ للقيمة. فإذا بدأ الشك في أي من هذه الوظائف، يهتز الاستقرار في البلد.
والاستقرار هذا ليس ترفًا، هو ضرورة حقيقية من أجل الرفاه والحياة الكريمة وسهولة التعامل بين الناس. وهذا ما دفع صندوق النقد الدولي إلى حثّ السلفادور على استبعاد البتكوين كعملة رسمية بسبب المخاطر التي ستأتي بعده، أبرزها ارتفاع تكاليف الاقتراض. وهذا بديهي، لأنّ العائد يرتفع بارتفاع المخاطر المتعلّقة بالاستثمار.
لهذا، ورغم كل الحديث عن البتكوين، دمجه في الاقتصاد حتمًا ليس من الأولويات.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.