لطالما أذهلتني عملية الشراء. فعندما أذهب وأشتري تشوكلت من أقرب دكان فما يجري أشبه بمعجزة. يخبرني البائع أنَّ السعر خمسون ريالًا، ثم أقول: «تفضل هذه بطاقتي.» يأخذ البائع البطاقة -من بنك تشيس مثلًا، علمًا أنَّ جهاز نقاط البيع قد يكون من بنك مختلف- وفي غضون ثوانٍ يتأكد البائع أنَّ لدي نقودًا حقيقية.
وهكذا، في لحظة وجيزة، بنكٌ يبعد عنّي آلاف الأميال يخبر البائع أنَّ العملية مقبولة عبر شركات الفيزا أو الماستر كارد.
تطوُّر النقود أو التعامل بالنقود يعطيك لمحة شبه تامة عن اقتصاد بلدٍ ما. فإن قلت لي أنَّ في الهند 600 مليون هندي يتعاملون بـ«الكاش» فقط لأنَّهم لا يملكون حسابات بنكية سأتصوَّر أنّهم في فقر شديد. لأن النقود ليست مجرد ورق بل أكبر من ذلك. هي قدرة الاقتصاد على خلق المزيد من التبادل بين الناس.
لكي تتصور أكثر، فالنقود المتوفرة الآن في العالم تبلغ تقريبًا 60 تريليون دولار، و«الكاش» -بمعنى الورق أو المعدن- يساوي 6 تريليون دولار. ففعليًّا 90% من الأرقام في المصارف هي مجرد بيانات حاسوبية. وهذا ما يمنح البنوك المركزية قدرة هائلة في خلق مزيد من التحكم في العرض والطلب.
لذلك 600 مليون هندي لا يتعامل إلا بـ«الكاش» كارثة، لأن الاقتصاد لا يستطيع الاستفادة منها. أمَّا إن كانت في البنوك سيقرضها البنك لمن يحتاج إليها، والبنوك المركزية تأخذ عليها احتياطيات. فمن دولارك الذي لا تحتاجه إلا بعد خمسة عشر يومًا، تستطيع البنوك توليد دولارات أكثر والاستفادة من وجوده بشكل أكثر كفاءة.
لكن سؤال المستقبل: ماذا لو استطاع بائع التشوكلت التوثُّق من عملية الشراء وقدرتي على الدفع دون الحاجة إلى وسيط، عبر البلوكتشين؟ أفهم شخصيًّا البلوكتشين بأنها تقنية تستطيع حفظ البيانات وتخزينها بطريقة آمنة جدًا دون تدخل بشري.
لكن، من وجهة نظري، يكمن التحدي الأكبر تجاه تقنية البلوكتشين في كيفية الاستفادة من المدخرات النقدية: هل سيصبح ممكنًا إعادة إقراض البتكوين لكي تتحقق الفائدة الكبرى من النقد؟
مقالات أخرى من نشرة أها!
«إيرتاق» والوجه المظلم للتقنية
أصبح من واجبنا -نحن الأفراد- إدراكُ الاحتمالية الدائمة بتضمُّن كل تقنية جديدة تخدمنا أبعادًا قد تغيب عن أغراضها المباشرة.
حسين الإسماعيلالذكاء الاصطناعي مخطِّط مذهل لرحلتك… ولكن!
ربما في الصيف القادم كل ما سيتطلبه الأمر أن أغمض عينيَّ وأتصوَّر الرحلة التي أريد، وسيقرأ الذكاء الاصطناعي الشريحة في دماغي ويخطط رحلتي.
سحر الهاشميالنهاية المريعة للنظافة
مع مضينا نحو عصر تقنيات الواقع الافتراضي، هل سنظل نكترث إلى نظافتنا الشخصية وأشكالنا في الحياة الطبيعية، أم سنكتفي بجمال صورتنا الافتراضية؟
أشرف فقيهمن سيربّي روبوتك؟
إن حصلت معجزة ما وقررت الآلة الذكية أنَّ الإطار الأخلاقي البشري غير مناسب لها، هنا سنعيش في عالم يربّينا فيه عيالنا الآليون.
أشرف فقيههل شعرت بلسعة التضخم؟
صحيح، لدينا تضخم، وربما تشعر في بداية الأمر أنَّ الرقم -المنخفض نسبيًّا مقارنة بالتضخم الأوربي والأميركي- غير متسق مع ما تراه في يومك.
تركي القحطانيالموظف السحّيب على لينكدإن
ثقافة لينكدإن التي تقدّس كل ما يمكن إضافته للسيرة الذاتية، جعلت الحياة الوظيفية وتفرعاتها أولوية «طبيعية» عند الموظف يرتب حياته وفقها.
حسين الإسماعيل