بدأتُ مؤخرًا استخدام جهازٍ لوحي مزوَّد بقلم ذكي لتدوين ملاحظاتي، وذلك لحل مشكلة عدم ترتيب الأوراق وضياعها. لكن ظهرت لي مشكلتي القديمة، وهي أن خطي ليس واضحًا حتى مع استخدامي تطبيقات الكتابة الشهيرة التي تساعد بشكل كبير على تحسين شكل الملاحظات.
فتلك التطبيقات تعتمد على مهارة الخط اليدوي التي ما عدنا نستخدمها مع اعتمادنا الكتابة على لوحة المفاتيح في حواسيبنا وهواتفنا.
في عام 2014، ألغت فلندا حصص الكتابة اليدوية في مدارسها، وبدَّلتها بحصص الكتابة على لوحة المفاتيح. وأشارت الوكالة الوطنية للتعليم في فلندا أنَّ استجابة المعلمين والأهالي والأطفال لهذا التغيير كانت إيجابية جدًا. فالكتابة اليدوية لم تعد مستخدمة كثيرًا في الحياة اليومية.
في المقابل، يحذر الفريق المؤيد للكتابة اليدوية من التخلي عنها. فيشير عالم الأعصاب الدكتور وليام كليم إلى أن الكتابة اليدوية تدرِّب الدماغ على دمج المعلومات المرئية واللمسية، وتساعد على اكتساب الإنسان نوعًا من البراعة الحركية الدقيقة.
كما أن للكتابة اليدوية فوائد غير مباشرة، فهي تجعل الإنسان منتبهًا لما يفعل ويفكر فيما يفعله وكيف يجب أن يفعله. كذلك أشارت دراسات تصوير الدماغ إلى أن الكتابة اليدوية تُنشِّط أجزاءً من الدماغ لا تنشط أثناء الكتابة على لوحة المفاتيح.
شخصيًّا، أرى أنَّ هذا الصراع بين الكتابة اليدوية والكتابة باستخدام لوحة المفاتيح سيقف في جانب واحد أمام مستقبل تقنيات الكتابة الصوتية (VRS). هذه التقنيات موجودة بالفعل، واستخدمتُها في كتابة جزءٍ من هذه التدوينة. وتعتمد الكتابة الصوتية على تحدثك، فيحوِّل برنامج قوقل لتحرير النصوص صوتك إلى كلمات مكتوبة.
في نهاية المطاف، الكتابة حرفة تتطلب التدريب بصرف النظر عن أداتها، مثلها مثل الرسم. فهناك رسام يستخدم الفرشاة وهناك رسام يستخدم الفحم. ومع غزو الكتابة الصوتية عالمنا في المستقبل القريب، أتوقّع بدلًا عن حصة الخط والكتابة على لوحة المفاتيح، سنحتاج حصة نتعلَّم فيها الحديث بصوتٍ واضح ومخارج حروف صحيحة حتى لا نكتب «فلندا»!
مقالات أخرى من نشرة أها!
دائرة تويتر الخضراء تحميك من مزاحك
حين صنع صديقي المشهور دائرته الخضراء في تويتر، قال إنه فعل ذلك كي يستطيع التواصل مع أصدقائه، دون الخوف من أن يخطئ أحدهم تفسير موضوع معين.
أنس الرتوعيمن سيربّي روبوتك؟
إن حصلت معجزة ما وقررت الآلة الذكية أنَّ الإطار الأخلاقي البشري غير مناسب لها، هنا سنعيش في عالم يربّينا فيه عيالنا الآليون.
أشرف فقيهنازيّون بطبعنا!
اللاجئون والمشردون الذين حرمتهم الحروب من حياتهم، لم يشاركوا في قرار الحرب، لا يريدونها ولا يتمنونها، لكنهم وحدهم من يدفع ثمنها.
عبدالله المزهرتبريكات رمضان فرصة لإبراز ذكائك العاطفيّ
بادر بالتحية الجميلة الشخصية الموجهة بالاسم لصاحبها «عساك من عواده، كل سنة وأنت طيب، رمضان كريم» ليرتد عليك كرمك في التحية بتحيّة أجمل منها.
ياسمين عبداللهلماذا اختفت برامج المسابقات المعرفية؟
استمرَّت المسابقات التلفزيونية طوال السنوات الماضية في الاتجاه أكثر نحو الترفيه، حتى أصبحت برامج تافهة لا تزيد من حصيلة المشاهد المعرفية.
أنس الرتوعيأخبار العالم في قوقعة تويتر
بدأتُ التفكّر في المحتوى الذي ترشّحه خوارزميات تويتر لي، وأدركتُ أنها لا تعطيني ما أرغب في رؤيته فحسب، بل تتأقلم مع تغيّر رغباتي أيضًا.
رويحة عبدالرب