سيارة كهربائية في بلد نفطي
ما الذي يعنيه ألا تعتمد دول الخليج على النفط؟ وما الذي يعنيه لخليجية بسيطة مثلي حين أقود سيارة وقودها الكهرباء؟
هذا التغيير محتم، كنا نسمع عن قدومه المؤكد مُذ كنا صغارًا: سينفد هذا الذهب الأسود أو أن قيمته ستقل تدريجيًا أيهما أسبق، ليصير ارتباط دول الخليج بعدها بالنفط فصلًا من فصول ماضيها. فسواءٌ أكان هذا اليوم بعد خمسين سنة أو عشر سنوات من اليوم، ما الذي يعنيه ألا تعتمد دول الخليج على النفط كمصدر أساسي للدخل والطاقة؟ ما الذي يعنيه لخليجية بسيطة مثلي حين أقود سيارة وقودها الكهرباء وليس النفط مثلًا؟
بلاستيكًا أقل
قد لا يكون شيئًا ملاحظًا دائمًا، لكن البلاستيك في الدول النفطية متوفر بكثرة، لأن صناعة البتروكيماويات بما فيها أهم عناصرها: البلاستيك تعتمد بشكل كلي على النفط ومشتقاته، والذي يستحوذ على 9% فقط من إنتاجه السنوي. لذا فمع زوال النفط كمصدر دخل أساسي، فإن هذا سيؤثر حتمًا على مدى توفر أكياس البلاستيك عند محاسب السوبر ماركت.
هواءً أصفى
خلال بدايات الجائحة، وحين كان الكل يعمل أو يدرس أو يحدق في السقف من منزله، سجل العالم نسب انخفاض عالية في التلوث الهوائي، تراوحت ما بين 31% و60% في أربع وثلاثين دولة على الأقل بسبب انخفاض غاز ثاني أكسيد النيتروجين الذي ينطلق في الهواء جراء احتراق مصادر الوقود الأحفوري. نسبة صفاء الهواء هذه ستختلف بناءً على الوقت الذي لا يعود النفط فيه مصدرًا أساسيًا للطاقة، فكلما تأخرنا كلما قلت هذه النسبة.
تقلبات جوية أقل جنونًا
نسمع دائمًا عن مطالبات بوقف سقف ارتفاع درجات الحرارة إلى ما دون درجة أو درجتين مئوية، الذي نرى أثرها في منطقتنا بسبب مرور الخط الاستوائي بها إما بارتفاع متدرج وصل أعلاه عالميًا إلى ثلاث وخمسين درجة مئوية في الكويت أو تقلبات مناخية تؤدي بنا إلى ظواهر طبيعية لم نعهدها قبلًا مثل غزوة الجراد المهولة التي شهدتها السعودية وغيرها من دول المنطقة قبل عامين من اليوم.
الخليج ليس نفطًا
في ثمانينيات القرن الماضي، حين ترادفت كلمة الخليج في ذهن الكثيرين مع الثروة النفطية، رفض الكاتب الكويتي غانم الرميحي أن يساوي بين الاثنين حيث رأى أن النفط مجرد «مرحلة من المراحل التاريخية التي مر ويمر بها هذا الجزء من الوطن العربي» وتنبأ بأنها ستكون أقصرها.
سؤال كهذا عما يعنيه لنا نحن الخليجيون أن نتخلى عن النفط -أو أن يتخلى هو عنا- هو سؤال أكبر من أن تجيبيه بعض التأثيرات المباشرة التي يحسها المواطن العادي في هذه المنطقة، أو قد يتحاشى الواحد منا البحث عنه: فما هي تأثيراته على الامتيازات المالية بأشكالها العديدة التي بدأنا نتحسس جزءً منها خلال السنوات القليلة الماضية؟ وكيف سيؤثر هذا على وزن المنطقة عالميًا؟
ألا يكفينا اليوم أن نعلم أن الجو سيكون حينها جميلًا بما يكفي لنحمل كيسًا قماشيًا ونمشي به من المنزل إلى السوبر ماركت لشراء حاجياتنا؟
الروابط:
بُكرة، لكل الشباب الواعد، نطرح أسئلتنا الكبيرة والصغيرة والمتغيرة والعالقة، مع مختصّين وباحثين وعُلماء، ونفهم معهم كيف نعيش ونستعد ونعمل من أجل مُستقبل أفضل.