الحذاء الرياضي في المستقبل

كيف يمكننا أن نخرج بحذاء رياضي صديق للبيئة ويعتمد على جهد العداء ومهارته، ويحافظ على الأرباح الكبيرة التي تحققها مبيعات هذه الأحذية؟

لا تزال فكرة الأحذية الرياضية مرتبطة بوقوفي في زاوية صالة الرياضة في المدرسة كعقابٍ على نسياني إياها في المنزل. أقف وأنظر من مكاني باتجاه الأقدام التي ترتدي حذاءً بلون واحد: الأبيض. اليوم وبعد عشرين عامًا أتساءل عمَّ حدث لحذاء الرياضة الأبيض منذ ذلك الحين؟

بين المطاط والمسامير

لربما من الأدق أن ندفع بالمدة الزمنية التي يغطيها هذا السؤال إلى ماضٍ أبعد من ذلك. ففي القرن التاسع عشر، صُمِّم ما يمكننا تسميته أول حذاء رياضي صُنع من المطاط بتصميم مميز. وخلال العقود التالية تبدَّلت مكونات الحذاء الرياضي وتصميمه، كإضافة مسامير أسفل الحذاء مثلًا، وغيرها من الإضافات التي جعلت منه مع نهاية السبعينيات حذاءً للجميع. 

حذاء نايكي يتصدر السوق

يمكننا النظر إلى ما حصل لسوق الأحداث الرياضية منذ بداية العقد الماضي وحتى اليوم على أنه اختزال لتاريخ الحذاء الرياضي. إذ بالإضافة إلى زيادة قائمة المشاهير المرتبطة بحذاء معين، صارت التغيرات في المواد المصنوعة منها وتصاميمها تتكرر خلال العام الواحد. 

تتصدر شركة نايكي اليوم عالم أحذية الرياضيين. فمنذ دخولها الساحة بحذاء صنعه مؤسسها بلوح صنع الوافل في بيته عام 1972، لم تغب عن أقدام لاعبي كرة السلة والقدم والعدائين. حتى جاء عام 2019، حين حقق العداء الكيني إليود كيبتشوقيْ ما وصفه رئيس الشركة المنظمة فِعلًا «خارقًا للطبيعة البشرية» بفوزه بماراثون نمساوي في أقل من ساعتين. 

منشطات تقنية

كان كيبتشوقيْ يرتدي حينها حذاء نايكي الـ«الألفافلاي» (alphafly)، حيث أثبتت دراسة موَّلتها نايكي أنَّ طبقات الكربون الثلاث ستزيد كفاءة العداء بنسبة 4%. عدَّ النقاد ارتداء حذاءٍ كهذا تعاطيًا لمنشطات تقنية، ويبدو أن هذا محل اتفاق في الاتحاد الدولي لألعاب القوى. إذ أصدر تعليمات جديدة للحذاء الذي يمكن للعداء أن يلبسه أثناء المنافسات العالمية، ليخرج الـ«الألفافلاي» بذلك من المنافسة. 

لم تقف نايكي عند هذه العقبة. فطوَّرت حذاءً آخر يطابق الشروط التي وضعها الاتحاد، لكن نسبة تحسينها لأداء العداء لم تُحدَّد بعد، حيث قُدِّرت ما بين صفر و6%. 

هل سنحصل على الحذاء الخارق؟

لا يزال عمالقة مصنعي الأحذية وصغارها يسعون إلى صنع الحذاء الخارق. فمن المتوقع أن تطلق أديداس تقنية طباعة ثلاثية الأبعاد للحذاء نهاية هذا العام. فيما بدأ مصنع هولندي ببيع حذاء خارق لعادة أخرى، إذ صنّع حذاءً خاليًا من البلاستيك حتى لا يترك أربعة عشر كيلوقرامًا من انبعاثات الكربون كما يفعل نظراؤه.

لعلَّ أغرب التقنيات في مجال العدو تقنية التحفيز الكهربائي للدماغ. حيث يلبس العداء أثناء العدو طوقًا حول رأسه به أقطاب كهربائية تخدع دماغه فتجعل استيعابه للجهد المبذول أقل من الفعلي. 

تعكس الأسئلة التي يطرحها المهتمون بحذاء رياضة المستقبل همومًا بيئية وأخلاقية ورأسمالية. لكن الوصول إلى إجابات واقعية لن يكون سهلًا في ظل هيمنة كبرى الشركات على هذا السوق. فكيف يمكننا فعليًا أن نخرج بحذاء صديق للبيئة ويعتمد على جهد العداء ومهارته، ويحافظ في الوقت ذاته على الأرباح الكبيرة التي تحققها مبيعات هذه الأحذية حول العالم؟  

الروابط:

الرأسماليةالرياضةالمستقبل
بودكاست بُكرةبودكاست بُكرةبُكرة، لكل الشباب الواعد، نطرح أسئلتنا الكبيرة والصغيرة والمتغيرة والعالقة، مع مختصّين وباحثين وعُلماء، ونفهم معهم كيف نعيش ونستعد ونعمل من أجل مُستقبل أفضل.