قبل لجوئي إلى غرفتي للنوم في إحدى ليال مارس عام 2020، وبينما تُشير ساعة الصالة الجدارية إلى الواحدة وسبع عشرة دقيقة صباحًا، جلستُ أتصفح جميع مواقع التواصل الاجتماعي لأرى آخر الأخبار. فأفتح حساب وزارة الصحة في تويتر لأقرأ آخر الإحصاءات عن إصابات كورونا في السعودية، وأمرّ قلقةً بين منشورات إنستگرام لأعرف ما يحدث من مشاهد مرعبة في مستشفيات إيطاليا.
وبعد ساعة من التجوّل بين تلك الأخبار الكئيبة قررت أخيرًا اللجوء إلى غرفتي، لأجد الصور التي رأيتها في جوَّالي تتطاير في مخيلتي، تحولُ بيني وبين النوم.
ما بدأتُ أفعله دون وعي في مارس 2020 صار عادةً يومية. شعرتُ أنه من واجبي مواكبة الأحداث أولًا بأول على الدوام. فحين ظهور لقاحات كورونا، انخرطتُ في دوامة من القراءة المفرطة عنه. وحينما ارتفعت الأصوات حول أحداث حي الشيخ جراح، رحت أتابع كل كبيرة وصغيرة بهوس غريب. ولا أظنني الوحيدة التي انغمست حينها في الأخبار السلبية.
اكتشفت أن هذه الظاهرة تُسمّى «هوس تصفح الأخبار السلبية» (doomscrolling). فتُثير الأخبار فضولًا فيَّ لأبحث عن معلومات، فقط لأكتشف المزيد من الأخبار السلبية، ممّا يخلق حلقة مفرغة من التصفُّح.
لا أنكر أهمية الأخبار، وأعترف أن خلف هذا الهوس في التصفح أملًا أنني سأجد أخبارًا مفرحة وسط الكآبة. لكنني أدركت أن الإلمام نعمة، غير أنَّ الانغماس في الأخبار المحزنة لا تساعدنا في التعامل معها.
في الأسابيع الماضية، قررت حذف تطبيقيْ تويتر وإنستگرام من جوَّالي، واكتفيت باستخدامهما من المتصفح على جهاز الحاسوب. فبينما كانت التجربة داخل التطبيق سلسة وأحاطتني بالأخبار التي أتابعها، لم يكن استخدام الموقع بتلك السهولة، ممَّا أبعدني عنهما.
وكلما شعرت بذلك الهوس يعود من جديد، أقوم بعمل يتطلب جهدًا بدنيًّا كتنظيف الغرفة لأكسر الحلقة المفرغة. كما وضعت أهدافًا قبل فتح تويتر على المتصفح: ماذا أريد معرفته بالضبط؟ وفي كثير من الأحيان أجد التصفح المفرط لا هدف منه، فأغلق جهازي وأودّع معه هوس الأخبار.
مقالات أخرى من نشرة أها!
مهنتي لاعب رقمي
لم يعد الربح من الألعاب الرقمية يقتصر على الشركات، فقد طوَّر أبناء جيل الألفية مفهومًا آخر للعب. وينظر حاليًا إلى «الگيمرز» كأصحاب مهنة.
شيماء جابروما الحياة سوى سعرات حرارية
العامل الرئيس في تحسين أسلوب حياتي عمومًا كان مُدركات الدائرة الحمراء في ساعة أبل والسعرات المستترة من حولي.
حسين الإسماعيلمدقق النصوص الدكتاتوري
دخول الذكاء الاصطناعي مجال اللغة من باب موجة «سياسة الصوابية» (political correctness) التي تجتاح أميركا اليوم يفتح لرقابة فكرية مباشرة.
ثمود بن محفوظالتطوُّر يزداد والاكتئاب يزداد
نعيش عصرًا تصبح فيه الحياة أسهل كلَّ يوم، مع ذلك نشهد ارتفاعًا غير مسبوق في نسب الاكتئاب. وكأنَّ الإنسان ضاقت به الحياة بكلِّ تقنياتها.
تركي القحطانياِلعب لأجل عالم أفضل
تقنيات الواقع المعزَّز ستضاعف قدرة الإنسان على التعلُّم أربع مرات مع الاحتفاظ بالتركيز. هذه نسبة أعلى مما تتيحه الحواسيب والهواتف الذكية.
أشرف فقيهأريد لأجهزتي أن ترعاني
من جوال نوكيا إلى اليوم، تطورت أجهزتي وتعددت مهامها وازدادت ذكاءً. لكنّها عقّدت عليّ مهمة واحدة: الاعتناء بها.
أنس الرتوعي