لطالما تساءلتُ عن التطبيقات الإلكترونية لتعليم اللغات، وادّعاءاتها الخيالية التي تعدني بتعلم لغة ثانية كاملة في فترة خارقة القصر. فكيف يمكن تعلم اللغة الإسبانية -مثلًا- من الصفر في ثلاثين يومًا فقط؟
قطاع تعليم اللغات ليس بجديد، فله تاريخ قديم وتطورات ظهرت على مر السنين. لكن لا شيء مما مضى أضفى عليه صفة استهلاكية كما فعل الإنترنت. حيث أدى اكتساحه إلى نقل عملية التعليم من تجربة واقعية إنسانية إلى عالم افتراضي يخلو من الملامح التي أكسبت التعليم قيمته.
لا أقصد أن تطبيقات تعليمية مثل «دولنگو» (Duolingo) و«آي توكي» (iTalki) وأخواتها سيئة تمامًا. فهي فرصة غير مكلفة لاكتشاف لغة جديدة، ويسهل الانسحاب منها. لكني أشعر أن شيئًا مهمًّا غاب عن المشهد.
يختلف تعلم لغة جديدة عن شراء أي منتج إلكتروني آخر، إذ يتطلب نجاحه وقتًا وجهدًا. على نقيض قطع الملابس أو البيتزا التي تصل إلى باب بيتك بضغطة زر. وكون تلك التطبيقات تقدم تعليم اللغة افتراضيًّا، فقد جعلها سلعة مستهلكة يمكن التخلص منها، وأعطت المتعلِّم الانطباع بأن تعلُّم اللغة يجب أن يكون سهلًا ورخيص السعر.
فإن لم يكن المتعلِّم من يدفع ثمن التعليم هنا، فمن؟ في الواقع من يدفع الثمن هو العنصر الغائب عن المشهد: المعلِّم.
فالتطبيقات التي تقدم ألعابًا لغويَّة توظف طاقمًا كبيرًا من مصممين ومسوّقين وغيرهم الكثير. أما المعلمون أو اللغويون المختفون وراء حجاب التطبيقات، يعملون عملًا حرًّا أو يتطوّعون بخدماتهم.
المستخدمون أيضًا يدفعون الثمن. فنحن نتبرّع ببياناتنا حينما نستخدم التطبيق لتستفيد منها الشركة في تحسين خوارزمياتها.
فلو كان بيدي اختيار معلّم للغة جديدة، لاخترت معلّمًا مستقلًا يعمل لنفسه أو لمعهد مرخَّص، لا لتطبيق أو منصة إلكترونية. وأترك التطبيقات لهدفها الحقيقي؛ التسلية واللعب. فالتطبيقات وإن حملت نكهة تعليمية، بالتأكيد ليست تعليمًا.
مقالات أخرى من نشرة أها!
مستقبل الجنس البشري
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتصنيع روبوتات تحاكي طبيعة الإنسان، تصبح ممارسة الجنس مع الآلة والوقوع في حبها احتمالاً لا يمكن تجاهله.
أشرف فقيهعجوز عشرينية أمام لغة جيل زد
كنتُ أرى سنوات العشرينات ريعان الشباب من عمر أي شخص، لكن حضور الجيل زد الإنترنتيّ غيّر من ذلك. وجعلنا نحن مسنين مقارنةً بهم.
رويحة عبدالربجسدك تحت رقابة مديرك
فكرة مراقبة الموظف جزءٌ من بنية الحياة الوظيفية، حيث ثمة ربط بين المراقبة والانصياع. لكن سيُفتح المجال للإنجاز إن انزاحت مراقبة الأخ الأكبر.
حسين الإسماعيلفلنزرع الأرض بيكمن
في إعلان لعبة «بيكمن»، يظهر اللاعبون وهم يتجولون بنشاط في الأرجاء يزرعون بذور نباتات جميلة ويتعرفون على أصدقاء جدد. لكن الواقع غير هذا.
مازن العتيبيما يتمناه المثقف من إيلون ماسك
إن كان إيلون ماسك مصرًا على تركيب الشرائح في أدمغتنا، أتمنى أن تكون الترجمة الفورية سمعًا وبصرًا وكلامًا هي التطور التقني القادم.
حسين الإسماعيلهل حصلت على نجمتك اليوم؟
الكل يتسابق على وقتك، والطريقة الأمثل للاستحواذ عليه هي في إدخالك لعبة سباقٍ لا ينتهي. يضحكني أنَّ اسم هذه التقنية هو «التلعيب».
مازن العتيبي