مستقبل واجهات الاستخدام

تطوير واجهة المستخدم ليست حكراً على شركات التقنية، فشركات السيارات مثل فورد تعمل مدة طويلة في العمل على تحسين تجربة سائقي سياراتها عبر تحسين بعض الأمور.

حين نتعامل مع الآلات فنحن نهبط بمستوى تفكيرنا بعض الشيء، فالآلة لا تمتلك طريقة سهلة لاستقبال الأوامر ومن هنا جائت الحاجة إلى بناء واجهات الاستخدام التي تسمح لنا بالتفاعل معها، وبدأ الأمر بالعديد من الطرق المختلفة مثل البطاقات الإلكترونية انتهاءً بالشاشات التي أصبحت الوسيلة الأكثر استخداماً في هذا الوقت. فأنت تتعامل مع الحواسيب هذه الأيام إما عبر شاشة اللمس أو لوحة مفاتيح وشاشة ورغم أنها طريقة فعالة للتواصل إلا أنها لا تصلح لكل شيء.

التفاعل من الآلات

الأوامر الصوتية والحساسات انضمت مؤخراً إلى الأدوات الجديدة التي سوف تستخدم في بناء طرق جديدة للتفاعل مع الآلات. بالرغم من أنك قد لا تلاحظ هذا الشيء إلا أن التغير قد بدأ بالفعل، فهاتفك الذكي الذي تحمله في جيبك تستطيع التفاعل معه بدون لمسه.

لو كنت مستخدمًا لأندرويد وقمت بتفعيل خدمة Google Now فكل ماتحتاج قوله هو “Ok Google” وسوف يستيقظ الهاتف ويستعد لتلقي الأوامر الصوتية منك مثل الاتصال بصديقك، طلب البحث عن شيء ما، وحتى ضبط المنبه ليوقظك غداً الصباح، وتستطيع عمل نفس الشيء بالـ iPhone وSiri.

واجهات الاستخدام في السيارات

تطوير واجهة المستخدم ليست حكراً على شركات التقنية، فشركات السيارات مثل فورد تعمل مدة طويلة في العمل على تحسين تجربة سائقي سياراتها عبر تحسين بعض الأمور، مثلًا استخدام الحساسات لفتح صندوق السيارة بدون أن تلمسه أو خدمة SYNC من مايكروسوفت التي تتيح لك اصدار الأوامر الصوتية للقيام بالعديد من الأمور، بالإضافة إلى الارتباط بهاتفك الذكي، أحد الأمثلة الأخرى هي سيارات BMW التي تستطيع تحسس اقتراب السائق منها وتفتح الأبواب بشكل تلقائي بدون أن يضغط على أي شيء. مثل هذه التجارب تعتبر تحسينًا في واجهة المستخدم ومسار في الاتجاه الطبيعي للتعامل مع الأشياء.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

دخول الذكاء الاصطناعي سيحدث تغيراً كبيراً في التعامل من الآلات، فهو سيسمح لها بالتعامل معك بحسب الموقف والمعطيات وحتى بياناتك السلوكية بحيث تعطيك مخرجات تتناسب مع ما تريده. تخيل معي انك غاضب بشكل كبير وتطلب من الحاسب أن يشغل بعض الموسيقا الهادئة لتفاجئ بتشغيل أغاني أطفال؟ لو تم استخدام الذكاء الاصطناعي هنا مع القليل من تاريخك في الاستماع في الموسيقا وذوقك ستجد أن الحاسب قام بإختيار موزارت أو ابو الليف.

جميع التقنيات التي ذكرتها ستصبح كلها جزءاً من واجهة المستخدم وسوف يحدث هو نوع من التكامل بينها بحيث يتم تبادل البيانات بين هذه الأمور التي ستدار بذكاء اصطناعي يتعامل مع المستخدم بالطريقة المناسبة وبناءً على المعطيات المختلفة التي ستتاح له عبر تحليل البيانات التي ستصله من صوتك والحساسات وحتى صورتك التي قد تلتقطها الكاميرات الموزعة هنا وهناك، لن تكون هناك واجهة واحدة، فكل ماحولك سيكون واجهة للتفاعل كل ماعليك فعله هو إختيار طريقة الادخال.

لعل هذه المقالة الثانية أو الثالثة التي اكتبها وأجدها تقودني إلى الذكاء الاصطناعي الذي سيدير حياة البشر بشكل او بآخر، وبدأت بالتفكير جدياً بإنشاء حزب “الماتركس” وتحويل اسمي الحركي إلى “نيو”.

الآلاتالتصميمالتقنيةالمستقبل
مقالات حرةمقالات حرة