لماذا لا ترعبنا الصواريخ 🚀
زائد: هل يومك في العمل ما يخلص؟

هل يساورك الإحساس بأنَّ ساعات الدوام امتدت على كل يومك؟
مثلًا، هل أول شيء تفعله بعد ضغط «السنوز» على منبه الجوال الساعة السادسة صباحًا أنك تفتح الإيميل وتتأكد من رسائل العمل والمحادثات؟ هل عادي تدخل في اجتماع أون لاين الساعة الثالثة عصرًا أو الخامسة مساءً أو بعد الثامنة ليلًا؟ هل تقضي 20% من إجازتك نهاية الأسبوع في أداء مهام وظيفية؟
هذا الامتداد ظاهرة عالمية في بيئة العمل، وأطلقت عليه مايكروسوفت في تقريرها (Work Trend Index Special Report) مصطلح:
«يوم الدوام اللي ما يخلص حتى بعد ما يخلص عمرك» (infinite workday) 😑
والطريف في التقرير أنَّ الذكاء الاصطناعي لن يساعد في تقليل ساعات الدوام. صحيح وجود الذكاء الاصطناعي سيخفف عنك ويؤدي المهام السهلة والرتيبة في لمح البصر، لكن هذا يعني أنك في المقابل ستتولى مسؤولية مهام أصعب بما أنَّ صار عندك وقت. 🤦🏻♀️
في عدد اليوم، نتفكّر في الأسباب التي لأجلها لم نرتعب من منظر الصواريخ في السماء. وفي «خيمة السكينة» تتأمل أريج المصطفى لحظة حنان عشوائية جمعتها بابنتها. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس من زهرة الشهري عن مرارة الرفض، وكيف تتصرف إذا اكتشفت أنَّ سيري هي التي تجري معك مقابلة العمل🙎🏻♀️.
إيمان أسعد

لماذا لا ترعبنا الصواريخ 🚀
بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، عام 1991، قضينا الأعوام القليلة التالية في حالة ذهنية من الرَّوع المتواصل. فالأسوأ الذي لم يتوقعه أحد أساسًا ولا خطر على البال قد وقع، ما يعني أنه قد يقع ثانيةً، أو قد يقع ما هو أسوأ منه.
أتذكَّر جيدًا ارتفاع مبيعات سيارات «جمس» الكبيرة حتى يسهل حمل أفراد العائلة مع مقتنياتهم الأساسية؛ نحن اشترينا سيارة جيب عائلية لأول مرة بعد التحرير. أتذكّر كيف كنا نهرع، على أقل نذيرٍ أو إشاعة بهجوم كيماوي أو صاروخي على الكويت، إلى تحصين الشبابيك باللاصق البني العريض؛ كنا نلصقها على شكل (X) حتى لا تتهشَّم النافذة إلى شظايا في حال الهجوم الصاروخي، فتهوي بدلًا من ذلك كقطع زجاجية كبيرة مما يقلل شدة الإصابات وعددها. وأتذكَّر الكمامات التي يفترض أن تحمينا من الغاز، وأتذكّر النصيحة بنقع مناشف في الماء ودسها ما بين العتبة وحافة الباب السفلي لنمنع تسرب الكيماوي إلى الغرفة «الآمنة» التي اخترناها من البيت. وأتذكَّر أيضًا كيف يهرع الجميع إلى الجمعيات التعاونية لشراء عدد مهول من أكياس الخبز، والذي لم أجده منطقيًّا بما أنَّ صلاحيته تنفد في أيام.
تذكّرت كل هذا ونحن نعيش اليوم تهديدًا أقرب وأكثر واقعيةً من كيماوي نِظام صدام حسين، تهديد الكيان الإسرائيلي بتفجير المفاعل النووي في إيران وما قد يسببه من تلوث في مياه الخليج العربي (على أقل تقدير للعواقب الكوارثية من هكذا انفجار)، واحتمال اندلاع حرب شاملة في المنطقة لا تُبقي ولا تَذَر. ومع ذلك لا أحد ألصق شبابيكه ونقع المناشف واختار غرفة آمنة وجهَّز السيارة وراكم المؤونة، ولا أحد فكَّر بالمغادرة إلى مكانٍ آمن، حتى بعدما ظهرت الصواريخ الإيرانية في سماء الكويت جليَّة لأعين الجميع. قلّة فحسب اشترت كراتين ماء زيادة، ونحن في بيتنا لم نكن ضمن هذه القلّة.
هل هذا انفصال عن الواقع، أم تآلف مع الواقع، أم شيءٌ آخر؟
لم يمر ما يكفي من السنوات لنسيان جائحة كورونا، وإن كنّا في الواقع قد نسيناها كأن لم تكن. حينذاك عشنا حالة ذعرٍ حقيقية، والسيناريو الذي لم يخطر على البال بتاتًا قد تحقق؛ بلمسة قد تنقل فيروس الوباء إلى عائلتك وتقضي عليها. عشنا مهووسين بالاحترازات، نموِّن قدر المستطاع كلما تمكنا من حجز موعد للتسوق في الجمعية، والحدود أغلقت وما عاد من مكانٍ نفرُّ إليه، يمنع عليك الخروج حتى إلى الشارع أمام بيتك خارج فسحة الساعتين المقررتين.
وبعدما عشنا عامًا ونصف من أغرب ما يكون، وعلى خلاف توقعاتنا، عادت الحياة إلى طبيعتها، مع تطبيقات أفضل وميزة متابعة معاملاتك الحكومية من خلال التطبيق.
هل هذا الشكل من العودة ما بعد الجائحة غرس فكرةً في اللاوعي لدينا أنَّ حتى إن وقع الأسوأ، حتى إن وقع ما لم يخطر على البال، سرعان ما ستعود الحياة إلى طبيعتها؟ هل طمأنينتنا إلى أنَّ الأمور في النهاية تجد سبيلها للحلّ قد بلَّد لدينا استشعارنا الخطر، عطَّل غريزة البقاء لدينا؟
قد يكون هذا. وقد يكون التبلُّد والتعطيل متعمدًا من قبلنا، ونحن واعون إليه.
على مدار عامين تقريبًا، ونحن نشهد في بثٍّ حيّ فظائع الإبادة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في أهلنا بغزة. وإذا أخذنا بكلام نيتشه، فالتعاطف دون اقترانٍ بحلّ يُراكِم في النفس مشاعر الخزي. فهل بلغ الخزي فينا مبلغًا يجعلنا نخجل من مجرد الإحساس بالخوف من احتمالٍ مستقبلي قد يقع وقد لا يقع؟ الخزي من أن نحتاط لهذا الاحتمال بفائض كبير من المؤونة في الوقت الذي نرى فيه أهل غزة يقصفون يوميًّا بصواريخ مرعبة، دونما مفر ودونما أدنى حد من المؤونة ودونما أمل أو معرفة بما ستؤول إليه الحياة بعد انتهاء هذه الإبادة؟
ربما الصواريخ التي نراها جليَّةً في السماء ليست ترويعًا بأن الأسوأ قد يقع علينا، بل تذكيرٌ مؤلم بأننا عاجزون أمام الأسوأ حين يصيب غيرنا.

عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.
توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎
سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


«لأن الحياة من دون الحنان لا تساوي شيئًا ذا بال»
في داخل كلّ منا لحظة محفورة في الذاكرة؛ لنظرة أو كلمة أو موقف شعرنا فيه بالحنان، من قريب أو بعيد. لكن، متى نطلق على لحظة أو موقف أو فعل ما لفظ الحنان؟ وأنا هنا أقصد اللحظة التي لا يكون فيها الحنان واضحًا وجليًّا بقدر ما يكون عميقًا ودافئًا.
طلبتْ مني ابنتي تقشير برتقالة لها، فقشّرتها بيدي دون استخدام السكين، ثم تأمّلت لوهلة كم تبدو لي هذه اللحظة حنونة ودافئة؟ مع أنها ظاهريًّا قد لا تعني شيئًا. لكن، لمَ؟ هل لارتباط هذا الفعل، مثلًا، بأمهاتنا وجداتنا؟
في الحقيقة، لا يهم السبب، بقدر ما استوقفني حينها أنني لم ألتفت من قبل إلى لحظة مشابهة. وتساءلت: هل نفقد قدرتنا على استبصار مثل هذه اللحظات كلما ابتعدنا عن الطفولة أكثر؟
أعادني هذا التساؤل إلى رواية قرأتها قبل سنوات، وظلّت جملة منها راسخةً في ذهني، فجعلتها عنوانًا لهذه الفقرة.
تحكي رواية «شجرتي شجرة البرتقال الرائعة» قصة الطفل «زيزا»، الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره، وابتلع قسوة الفقر والألم والجوع، لكنه لم يتحمّل قسوة عائلته وأصدقائه. كان لهذا الطفل المجروح نظرة صيّادة في ملاحظة أبسط تفاصيل الحنان وأرقّها التي لم يحظَ بها. فيمسح أحذية العابرين في الشارع ليلة عيد الميلاد، ليهدي والده هدية يعتذر بها؛ إذ ظن مرة أنه جرح مشاعره. ويصادق شجرة البرتقال ليبادلها أحاديثه التي لم يسمعها أحد يومًا.
كان يحكي «زيزا» روايته القاسية بكثير من الرقّة التي لا تتحمل سماعها من شخص كبير، فضلًا عن أن تقرأها بلسان طفل لم يتجاوز الخامسة. لكنّه في كل جملة قاسية أو حانية يحكيها، كنت أشعر بأبواب تتفتح في قلبي لغرف عميقة من الحنان، وربّما شعرت بالحنان في تقشير «برتقالة» لأن «زيزا» كان يحب شجرة البرتقال، وكلنا نحبّ الحنان.
🧶إعداد
أريج المصطفى

«على مرارة الرفض، إلا أنه أكثر الخبرات حتميةً في الخبرة الانسانية. ستُقَابل بالرفض بقدر عيوبك، وأيضاً بقدر مزاياك». زهرة الشهري
العالم انتهى بالفعل عندما...
لما يراضوك وأنت أصلًا مو زعلان.
سيري ستجري معك مقابلة العمل!

ماذا نحمل في حقيبة الطوارئ؟
خدعة الحنين لدى جيل الطيبين.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.