ماذا لو أجاب الذكاء الاصطناعي عن كل أسئلة البشرية؟ 🤔

أرى المعرفة الكلية كارثةً إنسانية لا مثيل لها، شللٌ كليّ للخيال، صمتٌ كونيّ رهيب.

صندوق الأسئلة / Imran Creative
صندوق الأسئلة / Imran Creative

ماذا لو أجاب الذكاء الاصطناعي عن كل الأسئلة؟

إيمان أسعد

في أثناء تصفحي «إكس» حفظتُ منشورًا لمازن الضراب يتساءل فيه:

الذكاء الاصطناعي: سُيجيبك على ما تريد وعلى كل الأسئلة.

ماذا تبقّى للبشر؟ سؤال الأسئلة.

سبب الحفظ أنَّ السؤال ذكَّرني بتساؤل مشابه قرأته منذ أعوام في كتاب «قراءة غير إلزامية» (Nonrequired Reading) للشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا. يجمع الكتاب مراجعات شيمبورسكا للكتب ضمن عملها على مر عقود كناقدة أدبية في صحيفة. وعلى خلاف ما تظن، مراجعاتها ليست ما تتوقع قراءته من ناقد تقليدي، هي مراجعات غريبة الأطوار ومذهلة لأنها تأخذك في سلسلة من التأملات والبصيرة إمَّا تمتُّ بصلة إلى موضوع الكتاب أو لا تمت له بأي صلة على الإطلاق.

بعدما بحثتُ في الكتاب، وجدت مبتغاي في المقال ما قبل الأخير الذي يحمل عنوان «في مديح الأسئلة» (In Praise of Questions)، وهي مراجعة للكتاب «أسلحة وجراثيم وفولاذ: مصائر المجتمعات الإنسانية» للعالم والباحث التاريخي جاريد ديموند.

تستهل شيمبورسكا مراجعتها: «من المؤسف أني لم أبدأ عدَّ المرات التي تكررت فيها كلمة "لماذا" منذ بداية قراءتي هذا الكتاب، فقد وردت على الأغلب مئات المرات.» وبعد حديث عن موضوع الكتاب حول التمايز بين الحضارات الإنسانية، تعود شيمبورسكا إلى ملاحظتها حول كثرة الأسئلة التي أزعجتها كقارئة:

«أسئلةٌ وأجوبة، وبعد تلك الأجوبة أسئلة جديدة، يا له من سيلٍ لا نهائي. لكن هل ثمة عيب في كثرة الأسئلة؟ دعنا نقف هنيهة ونتأمل. دعنا نفترض مستقبلًا مروِّعًا بعيدًا -على افتراض نجاة البشرية بالطبع- بتنا نعرف فيه كل شيء. كل الأسئلة تلاشت لأنَّ ما عاد من سببٍ لوجودها. لا غموض ولا فرضيات ولا شكوك، حتى ما يخص أصغر تفصيل في حياتنا. كل شيء، حتى الفضاء الخارجي، درسناه ومحَّصناه وقسناه وحسبناه ثم أطعمناه إلى حاسوبٍ هائل... الماضي واضحٌ بيّن، الحاضر يُقدَّم لنا على طبق من ذهب دونما تساؤل، أما المستقبل؟ المستقبل يستحيل وجوده. 

أرى المعرفة الكلية كارثةً إنسانية لا مثيل لها، شللٌ كليّ للخيال، صمتٌ كونيّ رهيب. فما الذي سنتحدث عنه إذا عرفنا جميعًا الشيء نفسه باليقين ذاته؟ تريحني معرفة أنَّ مستقبلًا فظيعًا كهذا على الأغلب لن يأتي أبدًا.»

كُتبت المراجعة عام 2000، وتوفيت شيمبورسكا عام 2012. وربما مراجعتها هذه إجابةُ شاعر عن التساؤل البصيريّ في منشور مازن الضراب، وأتوقع اختلافها الجذري عن الإجابة التي كان سيمنحها الذكاء الاصطناعي عن التساؤل نفسه. 

فهل الشعراء هم ما سيتبقى للبشر؟ 


خبر وأكثر 🔍 📰

الجينز الضيّق / Giphy
الجينز الضيّق / Giphy

مقص الرقيب يقص الجينز في تلفزيون كوريا الشمالية!

  • ارتداء الجينز مخالف للقانون في كوريا الشمالية! في عام 2010  فوجئ المذيع البريطاني آلان تيتشمارش بعرض برنامجه «أسرار الحديقة» في الفترة الصباحية على شاشات الدولة الاشتراكية، إلا أن القائمين على عرض البرنامج طمسوا الجزء السفلي من المذيع كيلا يتضح ارتداؤه بنطلون الجينز. 👖🙅🏻‍♂️

  • دولة تُقرصِن برامجها التلفزيونية! تمنع كوريا الشمالية عرض البرامج الأجنبية على شاشاتها، إلا أن وسائل الإعلام الخارجية تجد طريقها إلى الشعب من طريق التهريب عبر الحدود الصينية. وتتخذ الحكومة إجراءات صارمة قبل اختيار برنامج معيّن لعرضه، وغالبًا يقرصِن التلفزيون الكوري محتواه، مثل مباريات الدوري الإنقليزي الممتاز وكرة القدم الدولية. وفي عام 2014 جرت مناقشات تشير إلى إمكانية إهداء برامج تلفزيونية بريطانية إلى كوريا الشمالية كإحدى مبادراتها في قطاع القوة الناعمة. 📺 🇰🇵

  • معاداة الإمبريالية وانزعاج من كوريا الجنوبية! حُظِر ارتداء بنطلون الجينز في الدولة منذ التسعينيات، ففي ذلك الوقت أعلن الزعيم كيم جونق إيل أنه رمز للإمبريالية الغربية التي لا مكان لها في دولة اشتراكية. وتكررت حملة قمع الثقافة الغربية عام 2020 حين طلبت صحيفة «رودونج سينمون» التي تديرها الدولة من المواطنين رفض «الثقافة البرجوازية» لمصلحة «أسلوب حياة اشتراكي متفوق». كما يقال إن الزعيم الحالي منزعج من الجينز الضيّق والقمصان بشعاراتها الأجنبية التي تحظى بشعبية في كوريا الجنوبية. 😡 📰

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

في كتاب «أدب الصداقة» يقول عبدالرحمن منيف لصديقه: «الفن يا عزيزي مروان حوارٌ دائم، حوار قلِق، وأيضًا همٌّ مقيم، فإذا لم يتوافر القلق ولم يتحرك ذلك الهمّ، فإن الأمور ستبقى تدور على محورٍ صدئ». عندما قرأت هذه الكلمات رفضتها لوهلة، فلا تعجبني فكرة أننا بحاجة للقلق الدائم لنتمكن من صناعة الفن وابتكار الأشياء، وعند تكرار قراءتي استوعبت الأمر شيئًا فشيئًا.

  • هل نحتاج إلى القلق؟ عندما يرتفع لدي القلق من بعض الأمور يكون الاسترخاء صعبًا، فيدفعني قلقي إلى المبادرة بإشغال نفسي وإنجاز ما أقلق بشأنه، ليس دائمًا ولكن في أحيان كثيرة. لاحِظ كيف يُحركك القلق إلى فعل ما تود، كأنه مُدرب داخلي قد يكون بغيضًا لكنه مفيد. 🏋🏻‍♂️🌬️

  • تهذيب الروح القلقة. حين يتجاوز القلق حدّه المعقول ينتشر كالسم في الجسد، ولن يمكنك التخلص منه إلا بإخراجه، ولكنه سمّ معنوي لا ملمس له ولا كتلة، فكيف نتخلص منه؟ أعرف إجابة واحدة: باستخدامه لنصنع ونبتكر، وحين نبدأ صنع الأشياء نمنح أنفسنا فرصة عادلة لعيش حياة مستقرة. كتب ميلان كونديرا مرة: «الروح حين تكون قلقة تتطلّب الحركة ولا تحتمل الاستقرار في مكان واحد؛ لأن ذلك يضاعف ألمها مثلما هو الشأن لمّا يُلمّ بك ألم الأضراس، هناك ما يدفعك إلى الدوران في الغرفة من أقصاها إلى أقصاها». وبدلًا من الدوران قف لحظة وفكّر فيمَا يمكنك فعله بشكل ملموس ومادي لضبط قلقك. هل هناك هواية تودّ اكتشافها؟ أو فكرة تودّ تحويلها إلى واقع؟ لا تطل التفكير وابدأ. 🧵🪵

  • استعد قوتك. قد يكون الشعور بالقلق إحساسًا عارمًا يسيطر علينا، وحين نحاول ممارسة فعل جسدي أيًا كان فنحن نستعيد سيطرتنا على أنفسنا. عندما تقرر تركيب طاولة أو كتابة قصة أو طهي وجبة شهية يبدأ قلقك في خفض صوته وتتراجع الأفكار السلبية، ليرتفع صوت إبداعك وإيمانك بنفسك. لن يكون الأمر سهلًا أبدًا، ولكنه يستحق محاولتك. 🫂 

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • حتى تنجح ميزة العمل عن بعد لا بد للشركة العمل على ضبط معايير هذه البيئة بما يفيد الموظف أولاً ويسهِّل سيرَ العمل بما يضمن النجاح في العمل المؤسساتي. 🧑🏻‍💻

  • عن نفسي، ما أختبره لدى تصفح مقاطع فيديو الحيوانات الأليفة بمثابة شعور بأنَّ العالم من حولي قد توقف على الفور.

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.