ماذا وجدت حين زرت حيّ نوتنق هل؟

قد يكون حي نوتنق هل عاديًا في أصله، لا شيء فيه مبهر. لكنه أصبح جميلًا في نظري، وفي نظر الكثير من السياح؛ لأننا نراه ونتفاعل معه بمشاعرنا.

زرت حي «نوتنق هل» (Notting Hill) في غرب العاصمة البريطانية لندن، الحي الذي اكتسب شهرته لأنه كان موقع تصوير فلم «نوتنق هل» في عام 1999. والفلم عن قصة حب جمعت بين ممثلة أمريكية شهيرة (جوليا روبرتس) وصاحب متجر كتب محليّ (هيو قرانت). منذ ذاك، أصبح الحي مقصدًا للسياح الذين يتزاحمون من أجل التقاط صورة أمام الباب الأزرق الشهير للمنزل، أو أمام متجر الكتب، حيث دارت أحداث الفلم الرئيسة.

لكن ما وجدته لدى زيارتي الحي لم يكن سوى باب عاديّ جدًا، بل مهترئ وعليه الكثير من العبارات الوقحة والرسوم التخريبية. ولم أتأكد أنه نفسه باب المنزل الذي ظهر في الفلم إلا عندما رأيت بعض المراهقات يصطفون من أجل التصوير في المكان!

المضحك أنني قبل زيارة الحي بيوم واحد، وقفت فيه عندما أردت تبديل الحافلة في محطة النقل. وتوقفت أمام الباب الأزرق الشهير مباشرةً، ولم أعرف أنه الباب الذي ظهر في الفلم. فأنا لم أجد فيه أي شيء ملفت أو مختلف، ولأن الوقت كان متأخرًا، لم يكن هناك سياح متجمّعون عنده.

تقول المدونة الأمريكية ماريا نوين، التي انتقلت للعيش في لندن منذ حوالي ثلاث سنوات، واختارت السكن في حي نوتنق هل «أظهرت أفلام هوليوود الحي على أنه مكان خيالي ووردي يمكن أن تعاش فيه قصص حب مجنونة وحالمة، لكن الواقع مختلف كثيرًا على ما يبدو!»

فشوارع الحي مزدحمة جدًا، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع. والمكتبة التي ظهرت في الفلم ما هي إلا متجر صغير يبيع التذكارات للسياح وليس فيه كتابٌ واحد! أضف أيضًا أنَّ سُكان الحي المحليين يظهرون امتعاضهم بشكل غير مباشر للسياح عبر كتابة بعض التعليقات الساخرة على الباب الأزرق، الذي تمتد الصفوف أمامه من أجل التقاط صورة.

قدوم السياح ليس الأثر الوحيد لشهرة الحيّ الهوليودية، بل أسعار العقارات في الحي أصبحت جنونية جدًا. فمتوسط سعر المنزل في نوتنق هل يبلغ 1.95 مليون جنيه إسترليني! مما ينهي أي أمل في أن يتمكن الشباب والفتيات من شراء منزل في الحي، ومحاولة عيش قصة حب أمريكية الطراز في بيت رجل أقل من عاديّ.

قد يكون حي نوتنق هل عاديًا في أصله، ومثل بطل الفلم، لا شيء فيه مبهر. لكنه أصبح جميلًا في نظري، وفي نظر الكثير من السياح؛ لأننا لا نراه بأعيننا، بل نراه ونتفاعل معه بمشاعرنا، بعد أن ارتبط اسمه بذاكرتنا، واعتقادنا أنَّ لقصة حب خيالية أن تقع حتى أمام بابك العاديّ.

الإنسانالسياحةالمشاعرالرأي
مقالات حرةمقالات حرة