جيل زد يدير ظهره للوظيفة التقليدية 😯

زائد: الذكاء الاصطناعي يتفوق على مستر بيست!

في نشرة أها! من ثمانية

هل تتصوَّر أنَّ يوتيوب سيتحوَّل عن قريب إلى تلفزيون من توليد الذكاء الاصطناعي؟

هذا هو التساؤل الذي طرحه ريان برودريك في نشرته البريدية (Garbage Day). فقد اختطف برنامج محتوى موسيقي من توليد الذكاء الاصطناعي المرتبة الأولى من «مستر بيست»، وأصبح أسرع برامج محتوي اليوتيوب نموًّا في شهر مايو. و«زاد الطين بلَّة» اعتماد أربعة من البرامج العشر الأعلى نموَّا في شهر مايو على الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

من حيث المبدأ، لا يوجد فرق. فالبرامج البشرية اعتمدت أيضًا على التوليد المتكرر لنمط «مستر بيست» وغيره من الأنماط الأساسية، وتثبت الأرقام أنَّ المتابعين لا يمانعون التقليد، بل يشجعونه. وإذا تحوَّل يوتيوب إلى تلفزيون من توليد الذكاء الاصطناعي فهذا ليس خطأ الذكاء الاصطناعي، بل هذا تمامًا ما يطلبه المشاهدون. 🤷🏻‍♀️

في عددنا اليوم، تشاركنا شهد راشد انطباعها عن ابتعاد جيل زد عن الوظيفة التقليدية. ونتأمل معها في «شباك منور» أعمال الفنان فيمنكن التي تجمع ما بين سطوع الالون والنفحة السوداوية. ونودعكم في لمحات من الويب مع دراما مثيرة عن النجاة والصداقة أبطالها الأخطبوط الجاسوس والأخطبوط القلُّود وأخطبوط جوز الهند.🐙

إيمان أسعد


Imran Creative
Imran Creative

جيل زد يدير ظهره للوظيفة التقليدية 😯

شهد راشد

افتح أي وسيلة من وسائل التواصل وستجد الجميع حول العالم يتذمَّر من وظيفته، إما يصوِّر محتوى كوميديًا عنها، أو يسخر من مدير أو زميل، أو يشتكي من بيئة عمل سامة. اجلس مع أي شخص وسيأخذ الأمر أقل من دقيقتين قبل الاستغراق في الحديث عن الحياة المهنية في سياقٍ سلبي. فأنا مثلًا أكتب لك هذه التدوينة أثناء شرب قهوتي من كوب «كلوركس» ذي السمعة السيئة في مقر عمل ثمانية. (إن كنت تقرأ النشرة السرية ستفهم ما أعني 🙂.)

إذا تأملنا هذا الاستياء، ندرك أنَّ أسلوب العمل الحالي لم يعِش آلاف السنين إذا ما قارنّاه بالمهن اليدوية والحرفية كالزراعة والنجارة. فقد مرَّ على الثورة الصناعية نحو ثلاثة قرون فقط، وعلى إثرها انتشرت الوظائف التي نعملها اليوم. ومع ذلك يجد الناس أنفسهم قد اكتفوا منها.

يُروَّج لشكل العمل اليوم على أنَّه الأكثر إنسانية وفهمًا للحاجات البشرية المعاصرة؛ فساعات العمل محددة مع تأمين صحي وبدلات وإجازات. صحيح، على الورق يبدو الوضع مثاليًا، ولكن جيل زد - أو جيل الألفية وفق تصنيف بودكاست «أشياء غيرتنا» للأجيال السعودية- له رأيٌ آخر. 

فبعد الجائحة أدرك الشباب أن الحياة كانت تفوتهم في العمل الوظيفي وتوتّراته وضغوطه. واستوعب جيل زد بالذات أنه ليس مستعدًا للمساومة والتأقلم والتنازل للعمل في بيئة لا تحفّزه وقد تقيّده مع عوائد غير مجزية، خاصة مع توافر وسائل متجددة وغير تقليدية يمكن جني المال منها والوصول للثراء مع مرونة غير مسبوقة، إضافةً إلى إمكانية إدارة أنفسهم بأنفسهم.

تشير الإحصائيات إلى أنَّ جيل زد قرَّر العودة بالزمن، وبدأ يميل إلى العمل في وظائف حرفية يدوية بعد أن تطوّرت نماذج الذكاء الاصطناعي بسرعة وإتقان، قد تستبعد معها الآلاف من وظائفهم في خطوة رأسمالية متوقعة من الشركات. 

ففي استبيان أجرته منصة «Resume Builder»، شمل 1400 شخص تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشر والثمانية والعشرين عامًا، ظهر أن 42% من جيل زد إما يعملون في وظيفة حرفية أو يسعون للعمل فيها، مع أن 37% منهم يحمل شهادة جامعية. بينما صرَّح عددٌ منهم أنه يفضّل العمل بيديه على الوظيفة المكتبية الروتينية. 

ولكن ماذا عن جيل الألفية السعودي؟ 

بعد انخراط الأجيال الشابة في السوق تغيَّر الكثير. لم يعد التخصص الجامعي بوابتك للوظيفة، بل بدأت الجهات تُظهِر مرونة كبيرة في توظيف الناس بغير تخصصاتهم. كذلك انتشرت على نطاق واسع مفاهيم موازنة الحياة والعمل، والرغبة في العمل لأجل العيش وليس العكس، على خلاف آبائنا وأجدادنا الذين كرَّسوا أعمارهم لكسب الرزق بعيدًا عن عوائلهم وهواياتهم وطموحاتهم الشخصية. فكيف يُعقَل أنَّ والدي عمل كل هذه العقود، وأجدني أنا منهكة من العمل وبالكاد أكملت خمسة أعوام في سوق العمل الوظيفي؟ 

فيما يتَّجه جيل زد الأمريكي للعمل في السباكة والحدادة والنجارة وغيرها، يختلف الأمر في السعودية. فقد شهدنا في العقود الماضية تراجع العمل اليدوي بشكل كبير، واندثار الكثير من المهن والحرف والمهارات المرتبطة بالهوية، مما أثَّر بشكل مباشر في قطاع التراث والثقافة. ومن هنا انطلقت الدعوة إلى رفع الوعي، وبادرت وزارة الثقافة بتخصيص عامٍ كامل للحرف اليدوية، وفتحت باب الابتعاث لدراسة تصميم الأزياء والطهي، بينما يقدِّم المعهد الملكي للفنون التقليدية برامج تلمذة في مجالات متعددة مثل صناعة الأبواب النجدية والبناء بالطين والنسيج التقليدي «السدو».

كل هذا انعكس على خيارات الأجيال الشابة، ومنحهم متَّسعًا أكبر لممارسة مهن مختلفة والنجاح فيها، وهو برأيي أبرز الجوانب الإيجابية لثورة الذكاء الاصطناعي. فقد منح الناس فرصة العودة إلى الاتصال بإبداعاتهم بعيدًا قليلًا عن الشاشة.

صحيح أنني أكبر من جيل زد بعامين تقريبًا، ولكن ما أراه على وسائل التواصل الاجتماعي من شجاعتهم في الخروج عن أمان الوظيفة إلى رحابة الاختيارات التي تمدُّهم بالرضا والإنجاز، يدعوني إلى التفكر والتساؤل عن مستقبلي الوظيفي. 


أميل إلى الأعمال الفنية التي يتحدى فيها الفنان ما هو مألوف؛ فيخرج عن رمزيات الألوان والأشكال المتوقعة والمعتادة، ليصنع منها رمزيته الخاصة ويعكس فيها مشاعره وتجاربه الفردية، مثل فنان اليوم. 👨🏻‍🎨

  • وُلد الفنان السويسري من أصول ألمانية والتر كورت فيمنكن عام 1907. وقبل إتمامه شهره الرابع، أصيب بشلل الأطفال الذي ترك فيه إعاقة دائمة طيلة حياته القصيرة التي لم تتجاوز ثلاثة وثلاثين عامًا. تعلّم الفن على يد مؤسس مجموعة الفن التعبيري، فريتز باومان. وترك فيمنكن الآخرين يؤثّرون فيه دون تمسّك بتأثير بعينه، فقد تسلل اهتمامه بين التعبيرية والانطباعية، ومن السريالية إلى البنائية، دون تقييد لرغباته وأساليبه. 🇨🇭🖼️

  • رغم قِصر حياة فيمنكن، كانت أيامه ثريّة بالصداقات والسفر والسياسة وعشرات اللوحات التي عندما نقترب منها نلاحظ أسلوبًا متسقًا، مع أن المدارس التي كان يتبناها آنذاك متغيرة. ففي حركات فرشاته شيء من عبثية طفولية؛ وهذا ليس نقصًا بالمهارة، ولكنه اختياره الشخصي. أشعر أن خطوطه المتعرجة وشخوصه المرسومين بلا مبالاة وتبعثر التشكيل في عناصر لوحاته يوحي لنا برغبته في عدم تقييد نفسه، كأنه يهرب من أشباح طفولته المؤلمة. 😢🖌️

  • رسم الفنان العديد من المناظر الطبيعية بأسلوب يميل إلى الانطباعية؛ فلا ملامح ولا تفاصيل. مثل لوحة «Evening on the Seine» التي يغلب عليها الأخضر، ولوحة «Girl in the Garden» التي رسم شخصيتها على استحياء. ولوحاته للمناظر الطبيعية ليست كثيرة، ولكنها تحمل دلالات على أسلوبه الذي سنشهده في أعماله الأخرى، كضبابية التفاصيل وشعور الثقل في العمل. 🌿🍄

  • هذه الفوضوية الساطعة الألوان هي التي أوقفتني عند أعمال فيمنكن. ومع سطوع معظم لوحاته إلا أنها تحمل انقباضًا مريبًا يحبس الأنفاس، ونفحة سوداوية كئيبة تشعر بها فور وقوع عينك على أي عمل له. فلوحة «Interior with Figure in Bed» غيرت نظرتي تجاه اللون الوردي والأخضر والأصفر. وأظنه استخدم هذه الألوان ليعبّر عن عزلته وصراعاته؛ كأنه يخبرنا أن الشعور يمكن نقله ببراعة دون حاجة إلى ألوان قاتمة. أمّا النافذة وشمس النهار المشرقة مع الأشجار في الخارج، فلا يمكنها إنقاذه من معاناته. ☀️😔

  •  تستمر الكآبة في عمل «Those Who Await Death»، خاصة أن العزلة والصراعات الوجودية الفردية ثيمات ركّز عليها الفنان. هنا، رسم مجموعة أشخاص بملامح شديدة التباين، يجمعهم التفكير بالمصير وتأمل الحياة البشرية المتطابقة في بداياتها ونهاياتها. في حين تغفل الجماعة في الخلف وترقص متناسية حتفها. ذكّرتني اللوحة بهذا «الميم».🫧 🙁

🧶إعداد

شهد راشد


  • «أحيانًا، قد نقضي أعوامًا من حياتنا دون أن نعيشها، ثم فجأة، نعيش حياتنا بأسرها في لحظة». أوسكار وايلد

  • هل تخشى من ملاحقة شرطة الاحتيال في دماغك؟ اقرأ هذه التدوينة عن متلازمة الاحتيال من نشرة «حياة بسيطة مع زياد».

  • دراما مثيرة من عالم البحار عن الأخطبوط الجاسوس والأخطبوط القَلُّود وأخطبوط جوز الهند.

  • التعريف الدقيق للأخ النحيس


نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+100 متابع في آخر 7 أيام