07: كيف أعثر على الطريق؟

نظرًا لعدم وجود طريق ووجهة واحدة في حياتك، لا يمكنك إدخال وجهتك في تطبيق الخرائط للحصول على توصيف «لفة بلفة» لكيفية الوصول.

أين الطريق؟ / Imran Creative
أين الطريق؟ / Imran Creative

والآن بعد أن أصبح لدينا فكرة عن موقعنا الحالي (أين نحن الآن؟) وأصبح لدينا بوصلة إرشادنا إلى الاتجاه (أين الاتجاه؟) حان الوقت لمعرفة (أي طريق نتخذه؟) للوصول إلى وجهتنا المنشودة والاستمتاع بالرحلة.

المفهوم 💡

كيف أعثر على الطريق؟ 🛣️

  • من جماليات الحياة أنه لا مسار أو وجهة واحدة فقط، بل هو تشعب لطرق ووجهات عدة تختلف وتتنوع بتنوع بشريتنا وتجاربنا، وهنا تكمن أهمية ما يسمى «فن الاستدلال» (Way Finding)

  • مهارة «الاستدلال»، أو كما نطلق على من يجيد قراءة الطرق عندنا الدليلة، هو فنٌ قديم لمعرفة الطريق إلى وجهتك (خصوصًا في البراري والصحاري والبحار) عندما لا تعرف وجهتك بالضبط لكنك تستطيع قراءة العلامات المؤدية إليها.

  • فكِّر في الرحالة العربي الشريف محمد الإدريسي. لم تكن لديه خرائط أو مخطوطات ليستند عليها في رحلاته عندما أرسله ملك صقلية روجر الثاني ليرسم خريطة العالم قبل حوالي 900 سنة. فكان يعتمد بشكل أساس على مهاراته ومعرفته في الاستدلال وإعادة التوجيه لمعرفة وتوثيق الطريق. ليترك لمن بعده أساسًا لما يعتبر إحدى النسخ الأولى لخريطة العالم.

  • العثور على الطريق في حياتك يمر بعملية مماثلة! نظرًا لعدم وجود طريق ووجهة واحدة في حياتك، لا يمكنك إدخال وجهتك في تطبيق الخرائط للحصول على توصيف «لفة بلفة» لكيفية الوصول. ما يمكنك فعله هو الانتباه إلى الدلائل أمامك واختيار أفضل طريق ممكن إلى الأمام باستخدام الأدوات المتاحة.

  • ويتمثَّل اختيار الطريق في اختيار نوع الأنشطة المنشودة لقضائها في أوقاتنا. 

  • في «فن الاستدلال» تحتاج إلى بوصلة واتجاه 🧭 ولست بحاجة إلى خريطة للعثور على الطريق 🛣️. يمكنك الانتباه إلى الدلائل أمامك، وهي تتمثل في أمرين: التفاعل ⚡ والطاقة 🔋.

التفاعل ⚡

  • الدليل الأول الذي نبحث عنه في طريقنا هو مدى تفاعلك واندماجك مع أنشطتك اليومية. 

  • تفاعل الشَّيئين: أثر كل واحد منهما في الآخر؛ فالتفاعل في سياقنا هو مدى تأثرك وتأثيرك في نشاط ما.

  • فعندما تشعر بالملل ما الذي تفعله بالضبط؟ والأمر نفسه عندما تكون مركزًا ومنسجمًا «داخل جو» في نشاط ما.

  • يساعدك هذا الدليل على اكتشاف مدى تفاعلك واندماجك في الأنشطة اليومية. 

  • من الناحية المثالية، ستكتشف الأمر عندما تكون في حالة «الانسياب» (Flow)، وهي حالة الاندماج المثالية، حيث النشاط الذي نتفاعل معه ليس شديد السهولة إلى حد ممل ولا شديد الصعوبة بشكل مقلق.

  • الانسياب، هو ما نسميه «لعب الكبار» أو «الانغماس الكامل والاستمتاع بما تفعله، دون أن تشغل بالك بالنتائج». 

الطاقة 🔋

  • الدليل الثاني الذي يجب أن نعيره انتباهًا هو طاقتك وكيف تشعر بعد انتهائك من نشاط ما. 

  • ففي تفاعلنا مع الأنشطة يوميًا، جسديًا أو ذهنيًا، نستهلك (أو نشحن) من طاقتنا «بطاريتنا». 

  • فبعض الأنشطة تستنزف من طاقتنا (مثل أن تعلق في ازدحام مروري) أو (تخرج من اجتماع ممل) وأخرى تشحنك بالطاقة (كنومة ليل عميقة) أو (سهرة ممتعة مع صديق حميم). 

ومن خلال استشعار مدى تفاعلنا وطاقتنا بعد هذه الأنشطة، يمكننا البدء في التقييم وإعادة تصميم وترتيب أنشطتنا لزيادة الحيوية والحضور لديك. وبتطبيق هذا المفهوم ستتمكن من الاستدلال إلى طريقك المفضّل والأقرب لمن تكون لتعيش من خلالها رحلة حياة، حتى تصل إلى وجهتك المنشودة.


التمرين 🏋️

مدونة الوقت الجميل

استنادًا على مفهوم اليوم، لنجرب معًا هذا التمرين الجميل الذي بدوره سيساعدنا على فهم أنفسنا واكتشاف دلالات الطريق اليومية في حياتنا وإعادة تأطيرها أو تغيير الطريق إلى آخر يأخذنا إلى وجهتنا المنشودة. 

سجل النشاط

تتكون أيامنا من لحظات وأنشطة متكررة، بعضها رائع، والآخر مزعج «شر لا بد منه»، ومعظم أنشطتنا تقع في مكان بين هذين الضدين. 

  1. سجّل في دفتر تمريناتك المعتاد أو على هذا القالب قائمة مختصرة لأهم أنشطتك المتكررة. يمكن أن تشكل الواجبات والالتزامات اليومية سواء الشخصية أو العائلية أو العملية. (هنا مثال لتطبيق هذا التمرين)

  2. قوِّم مدى تفاعلك⚡ مع كل واحد من هذه الأنشطة.
    0 = ملل وانفصال← 4 = حضور واندماج (انسياب). 

  3. قوِّم كيف شعرت بمخزون طاقتك🔋 بعد إنهائها؟
    🪫 -2 استنزاف للطاقة ←🔋 +2 شحن للطاقة.

  4. كرر هذه العملية يوميًا حتى تتكون لديك صورة أشمل لنمط هذا الأسبوع. 

  5. تأمل وحلل علامات ودلائل الطريق الذي تسلكه في حياتك كل يوم. 


التأمل والتحليل  

السؤال التالي بعد تجربة هذا التمرين لأسبوع واحد على الأقل هو: كيف لي أن أعيد تأطير (أو استبدال) الأنشطة لرفع التفاعل ⚡ وترشيد الطاقة 🔋 بما يتناسب مع وجهتي؟ -> بمعنى آخر: كيف لي أن أسلك طريقًا أكثر انسجامًا؟

لإعادة تأطير التفاعل⚡ مع أنشطتك اليومية، حللها 🔎 بالنظر إلى العناصر الآتية: 

  1. الأدوار: ماذا كنت تفعل بالضبط؟ هل لديك دور محدد أم كنت متفرجًا فقط؟ 

  2. بيئة التفاعل: أين كنت عندما شاركت في النشاط؟ ما نوع البيئة والمكان، وكيف شعرتَ فيه؟ 

  3. التفاعلات: هل كنت تتفاعل مع بشر أو آلات؟ هل كان التفاعل جديدًا أو مألوفًا؟ 

  4. المتفاعلون: مَن الآخر الذي كان هناك؟ وما دوره في جعل التجربة إيجابية أو سلبية؟


بعض الأنشطة والالتزامات لا مفر فيها من بذل الطاقة 🪫. هنا بعض المقترحات لإعادة تأطيرها:

  1. أعد جدولتها لتكون محاطة بأنشطة أخرى جذابة وشاحنة للطاقة. 🤩                   

  2. امنح نفسك مكافأة تشحن طاقتك عند إنجاز النشاط🎁                                        

  3. تأكد أنك في وضع جيد ولديك احتياطي من الطاقة قبل ممارسة النشاط.🔋

  
هذا هو المكان الذي تتعلم فيه عن نفسك وعلامات طريقك! استثمر في تطوير هذه الأداة بعضًا من وقتك وسعيك لتجد تحسنًا ملموسًا في نمط حياتك وطريق رحلتك إلى وجهتك المبتغاة.

نشرة نمطنشرة نمطنشرة أسبوعية تتجاوز فكرة «أنت تستطيع» إلى «كيف تستطيع» تحقيق أهدافك وتحسين نمط حياتك.