الحدث الذي سينقذ الملاكمة
ستقام مباراة بتنظيم هيئة الترفيه، ويلعب فيها تايسن فيوري ضد أوسك، بوصفهما أفضل ملاكمَين في العالم بالوزن الثقيل.
لم أكن أعرف أي شيء عن الملاكَمة قبل بدء العمل على هذه الحلقة. ولكن كمية الإعجاب والمنشورات في تك توك عما يحدث في الملاكَمة عندنا وكيف أن السعودية أنقذت هذه الرياضة دفعتني إلى فهم ما يحدث.
بعدها دخلت دوامة البحث عن الموضوع، وكلما اتضح الأمر انبهرتُ أكثر.
وحتى تنبهر معي تخيّل أني قلت لك إن اللاعبَين كرستيانو وميسي لم يلعبا خصمين أبدًا، على رغم أنهما في الدولة نفسها. بل يلعبان في دوريين مختلفين. هذا تحديدًا ما يحدث في الملاكمة، وهو ناتج من سببين رئيسين:
لا توجد منظمة واحدة تنظم فعاليات وبطولات الملاكمة.
وحتى نفهم سبب هذا الأمر عليّ أن أعود إلى كيفية عمل الملاكمة في الأساس:
أول منظمة ملاكمة هي «دبليو بي إي» ( World Boxing Association) التي أُسِّست عام 1962. وبعدها ظهرت أكثر من منظمة:
«دبليو بي سي» (WBC) – 1963
«آي بي إف» (IBF) – 1983
«دبليو بي أو» (WBO) – 1988
هؤلاء تُعد كل واحدة منها «فيفا» بذاتها؛ فتخيل لو أن في كرة القدم أربعة «فيفات» فكيف سيصبح شكل هذه الرياضة؟
فعندما تفوز الأرجنتين قبل سنة بكأس العالم يكون من الطبيعي أن تفوز السعودية بكأس العالم كذلك، لكن في «فيفا» مختلفة؛ وهذا يجعل فكرة «بطل العالم» بلا معنى، وهو الحاصل في الملاكمة الآن؛ فتايسن فيوري بطل العالم في «دبليو بي سي».
وفي الوقت نفسه أوسيك بطل العالم في «دبليو بي إي» و«دبليو بي أو» و«آي بي إف».
هذا الحدث غير المنطقي حصل بسبب المشكلة الثانية في الملاكمة:
الـ«Promoters» أو منظمو القتالات هم رجال أعمال ينظمون مباريات الملاكمة ويديرون تسويقها، والأهم أنهم يحرصون على ألّا يخسر الملاكم «سلسلة انتصاراته»؛ وهذا ما يفسر لماذا بطلا العالم تايسن فيوري وأوسك لم يلعبا خصمين قط؛ لأن كل واحد منهما يخشى أن يفقد أحزمته.
تخيل ما يأتي: لأول مرة في تاريخهما ستقام لهما مباراة بتنظيم هيئة الترفيه، ويلعب فيها تايسن فيوري ضد أوسك، بوصفهما أفضل ملاكمَين في العالم بالوزن الثقيل، والفائز منهما سيحصل على كل أحزمة الملاكمة في التاريخ، ويصبح فعليًّا «بطل العالم».
السعودية فعلًا أنقذَت الملاكَمة.
سياقنتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.